الجمعة، 17 يوليو 2015

تخدير اوجاع , كلما شبع او جاع





ارغمت على الزواج به ، يقربها ، قصير ناعم الشعر ابيض البشره
جاف وفض السلوك
عكسه تماماً حنطيه البشره مثالية الطول لجنسها ، ثائرة الشعر بخشونه ،الطيبه تاكل قلبها
كانت تبكي حين اقرّوا الكبار زواجها به ، اباها توفى بعد ان انجبتها امها ، ثم انجبت اخ لها من زوج اخر وماتت هي الاخرى
فاصبحت "اليتيمه "
كانت تحلف يميناً بالله انها ليلة زواجها ستدّهن بالـ "ڤكس"

،

مرت السنوات عاشت معه وانجبت منه سته ، اربعة شابات
وشاب ، و آخر هو أخِر العنقود مراهق

كان زوجها يعيش دور الملك في طابقيه الضيقين الذي كانوا يعيشون بهما على الطراز الامريكي في حي المطار بالرياض

ينام والويل لمن يخرج حسيس صوت ، رغم انهم يقطنون العاصمه التي يصخب مجتمعها باتباع الموضه وكثرة الاسواق ، الا ان اباهم لم يكن يخرجهم الا قليلاً قليلا بل تكاد تكون نادره !
في قلوب الشابات حسره ، وفي عيونهن على اغراضهن الجديده التي مازالت تُحفظ بكراتينها ، ويرائينها زوارهن و اياها في كل زياره فرحه لاتوصف

كان يقضي معظم وقته بمجلس الرجال ، وحينما يريد اي امر عليه بالصراخ لتختب هي وتنادي ابنتها للذهاب ورؤية مايريد اباها !

اما هي فكانت تقضي يومها بالقيام بتنظيف البيت وطبخ الغداء والعشاء ، كانت ماهره في ذلك ، بيتها نظيف جدا بلا خادمه
وطعامها لذيذ وبين هذين الامرين نست نفسها تماما

فلم تعد تعرف الانس الا بصنوف الطعام التي يحضرها زوجها للبيت
تاره تتسلى بطباخها ان لم ياكلن البنات معها
وتاره تجعل الانتعاش بحبات الفاكهه

اثارت استغرابنا تلك العمّه حينما زارت مدينتنا ، وشهد شاهدان منا
انهم راوها متعجبين تضع كرة اليوسف افندي كامله في فيها !
وهناك من بالغ وقال انها بلعتها دون تقضم منها شيئ
و بدور في خلدي : " اذاً لما هي حيّه يا فالح "
وكانت اصعب تحدياتنا هي ان نفعل فعلتها
لم تكن فتحة الافام تسع لحبة يوسفي كامله

عاشت وسط ذلك حتى انتقلت الى منزلها الجديد المُلك
لتنعم بعد سنوات عناء وكرف بالخادمه
وسنوات تمضي تقطف منها فلذات اكبادها لترميهم في اطراف الارض
، تزوجن جميع الشابات والشابان
منهن من قطنت في منطقه مختلفه ومنهن من سافرت مع زوجها للخارج
والشابان في وظائف خارج العاصمه
حتى بدات تستاحش نفسها ، وترى ان الطعام لايسد نقصها
ولايؤنس وحدتها ، ومذاقه متكرر ومألوف
واضاع عليها الكثير من الوقت بل العمر ، في الانشغال به لهواً
وتذوقاً و ولعاً ولم يعطيها الكثير بل اعاقها كثيرا
اصابها السام ، فتركته لتتسلى بذكر ربها
وتؤنس وحدتها بوجود الحي الموجود خالقها
لم تعد تقضي وقتها بالمطبخ بالتفنن بالكبسات ، ومفاخرة نفسها بتنعيم السلطه وخلوها من الاغصان
بل قدر صغير بما تعرف سابقاً عن الطهو تفعل لزوجها وخادمتها
ولم تشعر بكيانها بعد، رغم انها تكاد تخط السبعين عاما ، ان جاعت اكلت الفضله من طعام زوجها
تناقصت تلك الارطال من الدهون في جوانبها
تقلص حجمها ، بدت اقل عمرا رغم بصمة الزمن في جفنيها
بدت تتندر من غيبوبتها في الطعام ، الذي جعلته متنفس لها
من هذا الزواج الغير مرغوب
بدات تلوم نفسها على ايام فاتت وسنوات مضت
لم تتعلم حرفاً او رقماً ، او تحفظ حزباً
بدات تتاكل حسرة ، وتقلصت اكثر

بدات تبصر وترى النور
رغم الحزن ، في القلب مكان للسرور

بصراخ مزعج اتي من بعيد :
" وييين الشنطه ؟! "

بدأت تضحك على نفسها وحالها ، حال الغفله وزوجها الذي
تسمعه وكانها لاول مره تسمعه ، ربما نقاوة البصيره

تسالت في ذاتها ، لو كان نسيانها ان هذا الرجل زوجها لسنوات غيّر واقعها ام لا !!!؟.



،

،


[ ندفن انفسنا احياء ، والمخرج امامنا ، نقتل انفسنا احياء ، لنسلب من بين اعيننا نعمائُنا ]

لنعلم يقيناً فيما بعد ..
" من رضى فله الرضى ، ومن سخط فله السخط "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إختصار 📖 : منهج التربية النبوية للطفل .

" بسم الله الرحمن الرحيم " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ومن اتبع هداه  وبعد...